الصحة والجمال

لون البول ورائحته يخبرك الكثير عن وضعك الصحي .. هذا ما قاله طبيب مسالك !!

كطبيب مسالك بولية، تعلّمت قراءة العلامات الدقيقة في البول التي يمكن أن تكشف الكثير عن صحتنا. الأمر لا يتعلّق فقط بالوتيرة أو مدى الإلحاح، بل بفهم لون البول ومدى صفائه، ورائحته أيضًا، بغية تفكيك حالتنا الصحية.

تعدّد ألوان البول يتفاوت لون البول من الأصفر الشاحب إلى الأصفر الداكن، ويرجع ذلك أساسًا إلى اليوروكروم، وهو منتج ثانوي ناجم عن التكسر الطبيعي لخلايا الدم الحمراء مع تقدمها في العمر. يتم بعد ذلك تصفيته من طريق الكلى، فيعطي البول لونه. كثافة هذا اللون هي انعكاس مباشر لمستويات الترطيب لديك. كلما كنت أكثر رطوبة، كلما كان لون البول أخف.

اقرأ ايضـــــــاً :

 

ما هو لون البول الصحي؟ من الناحية المثالية، يجب أن يكون البول صافيًا بدرجة كافية تمكّنك من قراءة كتاب أو نص. ومع ذلك فمن الضروري إيجاد التوازن. 

فشرب الكثير من الماء قد يؤدي إلى الجفاف الذي يخفف الإلكتروليتات الحيوية، وقد يسبّب تسمّم المياه. والأخيرة حالة نادرة لكنها خطيرة تؤدي إلى تراجع الصوديوم في الدم إلى مستويات مقلقة. هذا الخطر يسري تحديدًا على الرياضيين والأفراد الذين يمارسون نشاطًا بدنيًا طويلا. 

ومن ناحية أخرى، فإن عدم تناول كمية كافية من المياه يؤدي إلى خطر الإصابة بنقص الماء، ما يتسبب بالجفاف، والتعب، وضعف الأداءين المعرفي والبدني.

ما هي كمية الماء التي يجدر بك شربها؟ عندما يتعلّق الأمر بالترطيب، لا يوجد توصية تناسب الجميع، ولكن كطبيب مسالك بولية، يمكنني تقديم بعض الإرشادات لمساعدتك في العثور على ما قد يناسبك بشكل أفضل. تقترح الأكاديميات الوطنية الأمريكية للعلوم والهندسة والطب تناول حوالي 15.5 كوبًا (3.7 لترًا) من السوائل يوميًا للرجال و11.5 كوبًا (2.7 لترًا) للنساء، ويشمل ذلك جميع المشروبات والأطعمة. غير أن الاحتياجات الفردية قد تختلف بشكل كبير بناءً على عوامل مثل وزن الجسم، ومستوى النشاط، والحالة الصحية.

للحصول على مقاربة أكثر تخصيصًا، أوصي بالبدء بـ30 ملليلترًا (أو 1 أونصة) من الماء لكل كيلوغرام (2.2 رطل) من وزن الجسم يوميًا. وهذا يفسر الاختلافات في كتلة الجسم الفردية ويمكن تعديله بناءً على أنشطتك اليومية. إذا كنت نشطًا بدنيًا أكثر، أو إذا كنت تعيش في مناخ حار، فقد تحتاج إلى زيادة كمية الماء التي تتناولها بمقدار يتراوح بين 500 و1000 ملليلتر (حوالي 17 إلى 34 أونصة) يوميًا.

ومن المهم أيضًا تعديل هذه التوصيات لتناسب حالات صحية معينة. على سبيل المثال، قد يحتاج المرضى الذين يعانون من حصوات الكلى إلى شرب المزيد من الماء للمساعدة على إدارة حالتهم، في حين قد يحتاج المرضى الذين يعانون من مشاكل في القلب أو الكلى إلى الحد من تناول السوائل.

يلعب الجنس، والعمر، والحالة الصحية أيضًا، أدوارًا حاسمة في تحديد كمية الماء المناسبة لك. يحتاج الرجال عادة إلى سوائل أكثر من النساء بسبب متوسط حجم الجسم الأكبر، وقد يحتاج كبار السن إلى إيلاء المزيد من الاهتمام لشرب الماء بسبب انخفاض الشعور بالعطش.

وبغض النظر عن هذه الإرشادات، فإن أفضل مؤشرات الترطيب الكافي هي الشعور بالعطش، ويكون لون البول أصفر فاتحاً، للحصول على صحة مثالية.

ما الذي يخبرك به لون البول؟ الأحمر أو الوردي: في بعض الأحيان، تناول الأطعمة مثل البنجر أو التوت قد يحوّل البول إلى اللون الأحمر أو الوردي. ومع ذلك، إذا لاحظت أن بولك أحمر أو وردي بمرور الوقت، فقد يعني ذلك وجود دم فيه. هذا التغيير شيء لا يجب عليك تجاهله، ومن الجيد التحدث مع الطبيب بشأنه لأنه قد يكون علامة حمراء لسرطان المثانة والكلى، أو حالات حميدة مثل تضخم البروستاتا.  بني غامق أو بلون الشاي: قد يكون لون البول البني الداكن أو الشبيه بلون الشاي علامة على عدم شرب كمية كافية من الماء. إذا كنت تشرب الكثير من السوائل ولا يزال لون بولك داكنًا، فقد يكون ذلك علامة على وجود مشاكل في الكبد أو أنك تعاني من مشاكل صحية أخرى. الأزرق أو الأخضر: قد تكون رؤية اللون الأزرق أو الأخضر في وعاء المرحاض أمرًا مفاجئًا، لكن قد يكون ذلك بسبب بعض الأدوية أو الأصباغ الموجودة في الأطعمة. أصفر قوي: يمكن لفيتامينات ب أن تضفي على البول لونًا أصفر نابضًا بالحياة. يعد هذا التأثير، رغم أنه غير ضار، بمثابة تذكير جيد لكيفية تأثير النظام الغذائي والمكملات الغذائية على وظائف الجسم. ماذا يعني صفاء البول لديك؟ يمكن أن يكون البول معكّر اللون، وهذا يدلّ على وجود عدوى أو مشكلة في الكليتين.

بالإضافة إلى ذلك، تجدر الإشارة إلى أن وجود السائل المنوي في البول يمكن أن يغير أيضًا من وضوح البول، فيبدو معكرًا.

غالبًا ما يكون المظهر المعكر حميدًا، ويختفي من تلقاء نفسه، وقد يكون طبيعيًا أو أحد الآثار الجانبية للأدوية أو العمليات الجراحية لتضخم البروستاتا.

بماذا تشي رائحة البول؟ عادة ما يكون للبول رائحة خفيفة، لكن الروائح القوية أو غير العادية يمكن أن تشير إلى وجود مشكلة. قد تشير رائحة الأمونيا القوية إلى الجفاف. يمكن أن تكون الرائحة الكريهة أو غير العادية علامة على وجود عدوى في المسالك البولية.

تناول بعض الأطعمة، لا سيّما الحارة منها أو التي تحتوي على مكونات قوية، قد تؤثّر أيضًا على رائحة البول.

يمكن أن تنتج الأطعمة مثل الهليون والقهوة وبعض الأسماك، رائحة مميزة بسبب المركبات المحددة التي تحتوي عليها والتي تفرز في البول.

"بطاقة تقرير" البولية عندما يتعلق الأمر بفهم صحتك، يمكن أن يعمل بولك كبطاقة تقرير يومية. إن الاهتمام باللون والوضوح والرائحة يقدم أدلة قيمة قد تشير إلى مشاكل صحية أساسية.

إذا لاحظت تغيرات في البول لا تتماثل مع وضعه الطبيعي، فمن الأفضل أن تتحدث مع مقدم الرعاية الصحية.

تذكر أن اكتشاف المشاكل الصحية المحتملة باكرًا، يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا. لذا، قبل أن تقوم بالتصريف في المرة القادمة، ألقِ نظرة سريعة، فقد تكون مفيدة أكثر مما تعتقد.

اقرا أيضا :

انضم الى قناتنا على تيليجرام